عزيزي القارئ… هل تعلم أنك تستطيع أن تنجز أكثر بجهود أقل؟؟ أو بالأحرى هل تعلم أنك بإضافتك المزيد من الجهود إلى منظومة العمل قد تسيء و تقلل من الانتاج؟!
قانون العوائد المتلاشية أو الجهود المهدورة أو ما يسمى باللغة الانكليزية The law of diminishing returns، من القوانين الإدارية الجميلة التي لها تطبيقات كثيرة في الحياة العملية.
ينص هذا القانون ببساطة أنه لا يمكنك أن تواصل زيادة أحد الجهود (أشخاص، آلات، معدات، مواد خام…الخ) متوقعاً أن ذلك سوف يؤدي بالضرورة إلى زيادة العائدات (منتجات، مخرجات…الخ)، بل أنه هناك حداً أقصى لزيادة هذه الجهود ، إذا وصلنا إليه تبدأ العائدات بالتناقص أو التلاشي بعده ما لم تقم بتغيير الجهود الأخرى بشكل متناسب لزيادة هذه العائدات، ولكي نشرح الأمر بشكل مبسط أكثر، فإن:
- فنجان الشاي لن يزيد حلاوة بعد حد معين من السكر المضاف.
- التحصيل العلمي لدى التلميذ لن يزيد بعد عدد ساعات معينة يقضيها في المذاكرة
- مخرجات العامل لن تزيد بعد عدد ساعات معينة يبذلها في العمل ، وهكذا
فإذاً هناك نقطة مهمة يتم عندها الحصول على أفضل عائد على الجهود المبذولة ومن المهم جداً اكتشاف هذه النقطة و التوقف عندها، لأن إضافة أي جهود بعد ذلك يعتبر خسارة حقيقية لأنها لن تزيد من العائدات بل ربما أضرت بها، و المشكلة الحقيقية التي نعاني منها و يعاني الكثير من المدراء منها هي، أنهم عندما يكتشفون هذه الحقيقة يكون الضرر قد وقع بالفعل و الخسارة حصلت (ممثلة بالخط الأحمر بالشكل المرفق).
وقد مر زمن كانت فيه الكثير من الحكومات، تحشو دواثرها الحكومية بالموظفين بحجة ضمان العمل لمواطنيها عن طريق ضمان الوظيفة لهم فماذا حصل؟ انخفاض كبير في الكفاءة و الفعالية مع بطالة مقنعة تخفي وراءها أرقاماً ضخمة من الهدر في موارد هذه الدول.
قوانين العمل لا تحابي وما يجب أن نعرفه وندركه هو أن هناك منظومة system تؤدي العمل المطلوب والمعروف أنه لا يمكنك تحسين جميع مكونات المنظومة في وقت واحد، وللحصول على أفضل أداء من المنظومة يجب معايرة جميع مكوناتها بشكل يحقق الانسجام بينها. وأصعب مكون في المنظومة هو دائماً المكون البشري، حيث أنه من المعلوم أنه لا يمكن أبداً حقيقة توقع كيفية استجابة هذا المكون للتغييرات المختلفة.
ماذا نستفيد أيضاً من هذا القانون؟؟
تعلمت شخصياً من هذا القانون، أنه لا داعي لأن تنتظر للحصول على منتج بجودة كاملة 100% كي تبدأ العمل على تسويقه أو تشغيله، فالساعات الإضافية التي سوف تستثمرها كي ترفع جودة هذا المنتج من 80% إلى 100% سوف يكون فيها الخسارة أكبر من المنفعة، و الأفضل أن تترك التحسين للخطوات التالية و خاصة عندما تأتيك التغذية الراجعة من العميل، وبالتالي تستطيع مرة أخرى أن تحدد أولوياتك و تعمل على تحسينها بتحسين مكونات المنظومة.
أنظر حولك عزيزي القارئ وراقب جيداً ما يجري في بيئة العمل و ستكتشف أن هذا القانون موجود دائماً
رائع.
لمسة الزيادة لأحد الجهود المبذولةأو لعدة جهود بآن واحد تعبر عن الخبرة القوية لإدارة المشروع .
و أنا برأيي لا بد من الوقوع بأكثر من تجربة خاطئة حتى يتم معايرة الجهد المثالي لتحقيق أفضل زيادة في العوائد
كما يجب ألا ننسى أن مقدار الجهد المبذول يتعلق بالمرحلة أي الوقت فقد يكون لا جدوى من نفس مقدار الجهد المبذول في مرحلة ما و يكون له جدوى عالية في مرحلة أخرى .
شكرا” على الفكرة حقا” رائعة .
good point
رائع جدا تسلم مهندسنا
حياك الله يا غالي
شكرًا م.بيهس على جهودك الرائعة.
عندي إستفسار بخصوص التحسينات المستقبلية، ما هو المردود الاقتصادي منها إذا إحنا وصلنا إلى نقطة أفضل عائد من قبل؟
أو بعبارة أخرى، كيف يمكن إقتصاديا تبرير القيام بتحسينيات ونحن قد وصلنا الى نقطة أفضل عائد؟
حياك الله أخي الكريم
التحسين كما ذكرنا في المقالة يجب أن يتم على المنظومة كاملة بكل عتاصرها وليس فقط عنصر واحد. هذا القانون ينطبق على محاولة تحسين عنصر واحد مع إهمال العناصر المتبقية أو تثبيتها